douha.cool مشـرف
عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 19/10/2008 العمر : 29 الموقع : جدة ام الرخاء وشدى
| موضوع: قصة احد خواطر عشاق الأحد أكتوبر 19, 2008 1:57 pm | |
| الآن عرفت مبلغ عظمتها , وفضل هدايتها , ومقدار ما يبلغه الحب
الشريف من النفس , فهاأنذا أشعر كأن نفسي مرآة يغشاها الصدأ ,
وكأن الحب صيقل يصقلها فيجلو صفاتها شيئاً فشيئاً .
كنت احمل بين جوانحي لأعدائي ضغناً وحقداً , فأصبحت لا أشعر بما
كنت أشعر به من قبل , لأن الحب ملك على قلبي , واستخلصه لنفسه
فلم يترك فيه مجالاً لشيء سواه .
كنت ضيق الصدر إن مسني ألم ... سريع الغضب إن فاتني مأرب ...
فأصبحت لا يستفزني غضب , ولا يحرجني محرج لأني قنعت بسعادة
الحب , فلم احفل بعدها بشيء سواها .
كنت شديد القسوة , متحجر القلب , لا أعطف على بائس , ولا أحنو
على ضعيف , فأصبحت اشعر بالمصيبة أراها تصيب غيري ولا تصيبني ,
وأتألم لبؤس كل بائس وحزن كل محزون , لأن الحب أشرق في قلبي
فملأه نوراً ... فارتفع ذلك الستار الذي كان مسبلاً بينه وبين القلوب .
فصرت بين يدي الحب الشريف إنساناً شريفاً , وملكاً كريماً...
*** 5 ***
خرجت بها في الليل , وكان الماء رائقاً , والسماء صافية , وفي كل
منهما نجوم وكواكب تتلألأ في صفحته فاختلط علينا الأمر حتى ما نفرق
بين الأصل والمرآة ولا ندري أين مكان الماء من مكان السماء , فمشينا
طويلاً لا ينبس أحدنا بكلمة , وكأن سكون الليل قد سرى إلى أفئدتنا
وملا مابين جوانحنا , فأمسكنا عن الحديث هيبة وإجلالا ..
وكنت اشعر في تلك الساعة بخفة في جسمي , وصفاء في نفسي ,
وحتى صرت أتمنى أن يضل النجم سبيله فلا يهتدي إلى مغربه , وأن
يختبئ الليل في بردته فلا يعثر به فجره , وأن تستمر مشيتنا هذه ما
ضل النجم وما دام الظلام ..
فالتفت إليها وسألتها :- هل تشعر بالسعادة التي أشعر بها ؟
قالت :- لا , لأني أعرف من شؤون الأيام وأحوالها غير ما تعرف ولاني لا
أنظر إلى الدنيا بالعين التي تنظر بها إليها !!!
أنت سعيد بالأمل , وأنا شقية بالحقيقة الواقعة ..
أنك سعيد لأنك تظن أن سعادتك دائمة لا انقطاع لها , وأنا شقية لأني
أتوقع في كل لحظة زوالها و فنائها ..
إنك إن استطعت أن تقف الشمس في كبد السماء , وان تحول بين
الأرض و دورتها , وأن تمنع الساكن أن يتحرك , والمتحرك أن يسكن ,
فاضمن لنفسك استمرار السعادة وبقاءها .
وهنا أمسكت عن الكلام وأطرقت برأسها طويلاً , فرأيت مدامعها تنحدر
على خديها بيضاء صافية كاللؤلؤ المكنون , فبكت لبكائها , وقلت لم
تبكين ؟ قالت :- خوف الفراق , قلت فراق الحياة , أو فراق الموت ؟
قالت :- أما فراق الحياة فإنني لا أخافه , لانه لا توجد قوة في العالم
تستطيع أن تحول بيني وبينك , إنما أخاف فراق الموت , لانه الفراق الذي
لا حيلة لي فيه ... ولامنتدح عنه , قلت :- هل لك أن نتعاهد على أن
نعيش معاً ونموت معاً , قالت :- ذلك ما يهون علي ألمي , فتعاهدنا ثم
رجعنا أدراجنا , والليل يشمر أذياله للفرار من النهار , ثم افترقنا على
ميعاد , وذهب كل منا لسبيله ...
*** 6 ***
ألا يستطيع هذا الدهر أن ينام ساعة واحده عن هذا الإنسان ؟
ألا يستطيع أن يسقيه كأساً واحده لا يخالطها كدر , ولا يمازجها شقاء ؟
ألا يستطبع أن يحرمه السعادة بتاتاً فلا يذيقه من كأسها قطرة واحدة
مادام يريد أن يمنحه اليوم ليسلبه غداً ؟
إن الإنسان لا يعجز عن احتمال الشقاء الدائم , ولكنه يعجز عن احتمال
السعادة المنقطعة ...
يقولون : أن الأمل حياة الإنسان , وما قتل الإنسان ومزق شمل حياته
إلا الأمل ..
ليتني ما سعدت , لأنني ما شقيت إلا بسعادتي , وليتني ما أملت ,
لان اليأس القاتل ما جاءني إلا من طريق الأمل الباطل ..
ماتت الفتاة التي كانت شمس حياتي , وأشعة آمالي , وينبوع سعادتي
وهناءتي ..
ماتت الفتاة التي كانت ملء الدنيا جمالاً وبهاء , فمات بموتها كل حي
في هذا الوجود ..
أرى الأرض غير الأرض , والسماء غير السماء , وأرى الطيور صامته لا
تغرد , والغصون ساكنه لا تتحرك , وأرى النجوم آفلة , والأزهار ذابلة ,
والطبيعة واجمة حزينة , لا يفتر ثغرها ولا يتلالا جمالها , وأرى الدنيا كأنما
عادت إلى عهدها الأول لا يسكنها إنسان ولا يخطر بها حيوان , وكأنني
فيها أدمها الوحيد المسكين يندب جنته ويشكو وحدته ..
فو الله لأفين بعهدك ولأذهبن عما قليل وحشتك ليكونن عهدنا في
مستقبلنا كعهدنا في ماضينا , فما تعارفنا في العالم الأول إلا بأرواحنا
فلنكن في العالم الثاني ...
اتمنى ان القصة قد نالت اعجابكم
ودحين دور ردودكم الآن عرفت مبلغ عظمتها , وفضل هدايتها , ومقدار ما يبلغه الحب
الشريف من النفس , فهاأنذا أشعر كأن نفسي مرآة يغشاها الصدأ ,
وكأن الحب صيقل يصقلها فيجلو صفاتها شيئاً فشيئاً .
كنت احمل بين جوانحي لأعدائي ضغناً وحقداً , فأصبحت لا أشعر بما
كنت أشعر به من قبل , لأن الحب ملك على قلبي , واستخلصه لنفسه
فلم يترك فيه مجالاً لشيء سواه .
كنت ضيق الصدر إن مسني ألم ... سريع الغضب إن فاتني مأرب ...
فأصبحت لا يستفزني غضب , ولا يحرجني محرج لأني قنعت بسعادة
الحب , فلم احفل بعدها بشيء سواها .
كنت شديد القسوة , متحجر القلب , لا أعطف على بائس , ولا أحنو
على ضعيف , فأصبحت اشعر بالمصيبة أراها تصيب غيري ولا تصيبني ,
وأتألم لبؤس كل بائس وحزن كل محزون , لأن الحب أشرق في قلبي
فملأه نوراً ... فارتفع ذلك الستار الذي كان مسبلاً بينه وبين القلوب .
فصرت بين يدي الحب الشريف إنساناً شريفاً , وملكاً كريماً...
*** 5 ***
خرجت بها في الليل , وكان الماء رائقاً , والسماء صافية , وفي كل
منهما نجوم وكواكب تتلألأ في صفحته فاختلط علينا الأمر حتى ما نفرق
بين الأصل والمرآة ولا ندري أين مكان الماء من مكان السماء , فمشينا
طويلاً لا ينبس أحدنا بكلمة , وكأن سكون الليل قد سرى إلى أفئدتنا
وملا مابين جوانحنا , فأمسكنا عن الحديث هيبة وإجلالا ..
وكنت اشعر في تلك الساعة بخفة في جسمي , وصفاء في نفسي ,
وحتى صرت أتمنى أن يضل النجم سبيله فلا يهتدي إلى مغربه , وأن
يختبئ الليل في بردته فلا يعثر به فجره , وأن تستمر مشيتنا هذه ما
ضل النجم وما دام الظلام ..
فالتفت إليها وسألتها :- هل تشعر بالسعادة التي أشعر بها ؟
قالت :- لا , لأني أعرف من شؤون الأيام وأحوالها غير ما تعرف ولاني لا
أنظر إلى الدنيا بالعين التي تنظر بها إليها !!!
أنت سعيد بالأمل , وأنا شقية بالحقيقة الواقعة ..
أنك سعيد لأنك تظن أن سعادتك دائمة لا انقطاع لها , وأنا شقية لأني
أتوقع في كل لحظة زوالها و فنائها ..
إنك إن استطعت أن تقف الشمس في كبد السماء , وان تحول بين
الأرض و دورتها , وأن تمنع الساكن أن يتحرك , والمتحرك أن يسكن ,
فاضمن لنفسك استمرار السعادة وبقاءها .
وهنا أمسكت عن الكلام وأطرقت برأسها طويلاً , فرأيت مدامعها تنحدر
على خديها بيضاء صافية كاللؤلؤ المكنون , فبكت لبكائها , وقلت لم
تبكين ؟ قالت :- خوف الفراق , قلت فراق الحياة , أو فراق الموت ؟
قالت :- أما فراق الحياة فإنني لا أخافه , لانه لا توجد قوة في العالم
تستطيع أن تحول بيني وبينك , إنما أخاف فراق الموت , لانه الفراق الذي
لا حيلة لي فيه ... ولامنتدح عنه , قلت :- هل لك أن نتعاهد على أن
نعيش معاً ونموت معاً , قالت :- ذلك ما يهون علي ألمي , فتعاهدنا ثم
رجعنا أدراجنا , والليل يشمر أذياله للفرار من النهار , ثم افترقنا على
ميعاد , وذهب كل منا لسبيله ...
*** 6 ***
ألا يستطيع هذا الدهر أن ينام ساعة واحده عن هذا الإنسان ؟
ألا يستطيع أن يسقيه كأساً واحده لا يخالطها كدر , ولا يمازجها شقاء ؟
ألا يستطبع أن يحرمه السعادة بتاتاً فلا يذيقه من كأسها قطرة واحدة
مادام يريد أن يمنحه اليوم ليسلبه غداً ؟
إن الإنسان لا يعجز عن احتمال الشقاء الدائم , ولكنه يعجز عن احتمال
السعادة المنقطعة ...
يقولون : أن الأمل حياة الإنسان , وما قتل الإنسان ومزق شمل حياته
إلا الأمل ..
ليتني ما سعدت , لأنني ما شقيت إلا بسعادتي , وليتني ما أملت ,
لان اليأس القاتل ما جاءني إلا من طريق الأمل الباطل ..
ماتت الفتاة التي كانت شمس حياتي , وأشعة آمالي , وينبوع سعادتي
وهناءتي ..
ماتت الفتاة التي كانت ملء الدنيا جمالاً وبهاء , فمات بموتها كل حي
في هذا الوجود ..
أرى الأرض غير الأرض , والسماء غير السماء , وأرى الطيور صامته لا
تغرد , والغصون ساكنه لا تتحرك , وأرى النجوم آفلة , والأزهار ذابلة ,
والطبيعة واجمة حزينة , لا يفتر ثغرها ولا يتلالا جمالها , وأرى الدنيا كأنما
عادت إلى عهدها الأول لا يسكنها إنسان ولا يخطر بها حيوان , وكأنني
فيها أدمها الوحيد المسكين يندب جنته ويشكو وحدته ..
فو الله لأفين بعهدك ولأذهبن عما قليل وحشتك ليكونن عهدنا في
مستقبلنا كعهدنا في ماضينا , فما تعارفنا في العالم الأول إلا بأرواحنا
فلنكن في العالم الثاني ...
وامنى ان القصة نالت اعجابكم
مع تحياتي لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|